كانت في طفولتها تظن بأنها في حال أغمضت عينيها لفترة كافية من الوقت فإن الواقع الذي ستراه بعد أن ترفع جفنيها سيكون واقعاً مختلفاً. كانت تنتظر وتأمل في كل مرّة أن يتغيّر الواقع من تلقاء نفسه، وهكذا قضت سنوات من عمرها بين الإنتظار والأمنيات. إلّا أنها في يوم من الأيام اكتشفت أمراً غيّر مجرى حياتها للأبد. فقد انتبهت عن طريق الصدفة بأن الواقع من حولها يختلف قليلاً بحسب الطريقة التي تنظر فيها إليه. فبالرغم من أن الواقع هو ذاته يتكرر كل يوم، إلّا أن خيار ماتراه منه عائدٌ إليها ، وهذا في رأيها كان كافياً لتغيير واقعها ولو لدرجة صغيرة واحدة.